ورحلت ياأبي

موضوع: ورحلت ياأبي الأربعاء نوفمبر 26, 2008 5:17 am

ورحــــــلت يا أبــــي ..

من أين ابدأ ؟؟
هل ابدأ من عيناي التي أرهقتهما الدموع ؟
أم ابدأ من قلبي الذي إستولت عليه سلطات الحزن الغاشمه ؟
لا أعلم ماذا سأكتب ولكنني أعلم أني مهما كتبت سأظل لم ابدأ،،
سأنثر نار فراقك حروفا راكعه لذكراك التي خلدتها بقلب كل من عرفك،،
وأستوحي من خيالك خيالا يعجز الكتاب والفلاسفه،،
وستكون نظرات عيناك المتفائله ملهمتي في كسر قواعد الكلمات الروتينيه،،
بحثت عنك في زوايا قلبي فوجدتك في القلب ساكنا،
ناديتك فلم تجب...صرخت بأعلى صوتي فلم يجاوبني سوى الصدى
تاهت خطواتي،،
وأطلقت عنان آهاتي،،
إنطفت الشموع،،
وأنهمرت الدموع،،
ومازلت أنتظر الرجوع،،
فهل ستعود؟؟
يالله إني مؤمن باللي كتبته في كتابك..
بس من قل الصبر للحين أفكر في رجوعه..
وبين قسوة الواقع ولين الأحلام،
أفتح باب قلبي عند شروق شمس كل يوم منتظرا قدومك وماأزال منتظراً حتى أصل إلى قناعه أنك [لن تعود]
وعندها يزداد الحنين،،
ويكثر الأنين،،
وأعود بالذاكره إلى تلك السنين،،
وتزداد الأسئله كيف؟ ومتى؟ وأين؟
لازلت أذكر تلك الليله التعيسه التي أخبروني فيها أنني لن أراك بعدها كانو يتمتمون بصوت مرعب
..مات.. مات.. مات.. وكنت أجهل هذه التمتمات،،
وبعد أن مرت السنوات إكتشفت ماذا كانو يقصدون ! وعن ماذا يتكلمون !
^ورحلت ياأبي^ تاركا من كان في أمس الحاجة إليك
وهكذا هي الأقدار،
التي تأبي إلا أن تكون فوق كل إعتبار،
حتى وإن زاد التمسك والإصرار،
^ورحلت ياأبي^ إلى عالم لاتقيد فيه الحريات،
وتركتني في هذا العالم الأناني
الذي يسوده حب الذات،
والبحث عن الملذات،
وكثرة الصراعات،
^ورحلت ياأبي^ : وأنكسرت زجاجة الأمل وتبخرت الأحلام التي كانت تحملها هذه الزجاجه وظل خيالك العابر هو المحرك الوحيد لرغباتي التي لايقيدها وقت
ولا يستثيرها شعور سوى شعور أنك أنت ^أبي^ الذي يشعرني أن المستحيل أقرب من السهل وأن السهل ليس في قواميسي..
وتمضي السنون،،
وتبقى أنت بصمه في هذا الكون،،
ويبقى حبك في القلب تجسده دمعات العيون،،
وستظل أسمى من الشبهات والظنون،،
والحديث ذو شجون وكيف لا ؟
وأنت من علّم العطش الإرتواء،،
كبف لا ؟
وأنت من علّم الشح السخاء،،
كيف لا ؟
وأنت من علّم البياض الصفاء،،
كيف لا ؟
وأنت البحر الذي لايجف
والفضاء الذي لايضيق
والبدايه التي ليس لها نهايه
والعطاء الذي يتجاوز كل حدود الإيثار وحب النفس
كيف لا ؟
وأنت من تعجز عن وصفه العبارات،،
وأنت من زرعت بداخلي هندسة الكلمات،،
وأنت ثم أنت ثم أنت وتجف الأقلام وتطوى الصفحات،،
^ورحلت ياأبي^ وغاب في غيابك كل ماهو جميل،،
فالنهار ليس نهار والليل ليس ليل،، تبدلت كل المفاهيم بعد رحيلك سوى مفهوم واحد [أنك لن تعود]
^رحلت ياأبي^ وتركتني بين نار الأقلام وجنة السطور،،
أبحرت حتى ملت من مجاديفي كل البحور،،
ولم أجد كلمه تعبر عن داخلي المقهور،،
وأخيرا علمت أني مهما كتبت سأظل لم أبدأ . . . . .

بقلم : إحتضار الحلم