حزين المدى عضو جديد
عدد الرسائل : 102 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 12/08/2008
| موضوع: النقود وأهميها الأحد سبتمبر 14, 2008 5:01 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
للنقود أهمية كبيرة في الحياة المعاصرة ، فالجميع بإمكانه ملاحظة أهمية النقود ودورها في تسهيل حياة الناس ، انطلاقاً من الأدوار المهمة التي تلعبها في الحياة اليومية، في تيسير معاملات الناس الاقتصادية ، انطلاقاً من أدوارها ووظائفها التي تقوم بها في النشاط الاقتصادي ، فهي تعتبر الوسيط المستخدم للمبادلة بين السلع ، والوسيلة المستخدمة لقياس القيمة . ولأهمية النقود في حياة الناس فقد جاء الإسلام بأحكام وتشريعات تهذب التعامل الاقتصادي ككل ، واستخدام النقود بشكل خاص، فمما جاء به الإسلام تحريم الربا بنوعيه ، ربا النسيئة وربا الفضل . فقام الإسلام بتحريم ربا الفضل ، لأنه يجعل النقود سلعة تباع وتشترى ، فتكون بذلك قد أخلت بشيء من وظائفها الأساسية التي تقوم بها في الاقتصاد ، مما يؤدي لتعطيل حركة النمو الاقتصادي ، فالنقود لا تقوم بأيّة مشاريع تنموية ، والتجارة تصبح محصورة في الأموال وليس في السلع والخدمات ، وهذا يضر بالاقتصاد ، قال سبحانه: ( وأحل الله البيعَ وحرّم الربا ). بالإضافة إلى ما جاء به الإسلام من تقرير أن النقود وسيلة وليست غاية بحد ذاتها ، ومع ذلك فقد أقر الإسلام التملك وحث على السعي في الأرض وعمارتها . وحرص على أن تمارس النقود دورها المهم في تنمية الاقتصاد ، وقيامها بوظائفها الحيوية فيه .
وقد اعتبر بعض الاقتصاديين النقود أهم اختراعات الإنسان ، لما قامت به من تسهيل تنظيم الأسواق ، وتلافي مشكلات المقايضة ، مما يجعلها عصب حياة النشاط الاقتصادي . ولم يختلف الفقهاء المسلمين مع الاقتصاديين في مصطلح وأهمية النقود ، بل وردت نصوص عديدة من فقهاء متقدمين حول النقود ووظائفها وأهميتها ، منها قول أبي حامد الغزالي : "من نعم الله خلق الدراهم والدنانير ، وبهما قوام الدنيا" . ولابن خلدون كلام متقدم ، ذكر فيه أهمية النقود ووظائفها : " إن الله خلق الحجرين المعدنيين من الذهب والفضة قيمة لكل متموّل ، وهما الذخيرة والقنية لأهل العلم في الغالب ، وإن اقتنى سواهما في بعض الأحيان فإنما هو لقصد تحصيلهما ، لما يقع في غيرهما من حوالة الأسواق التي هما عنها بمعزل ، فهما أصل المكاسب والقنية والذخيرة" . ولا تختلف وظائف النقود إجمالاً في الاقتصاد الإسلامي عنها في الاقتصاد الوضعي ، إلا أن الإسلام قنن هذه الوظائف وجاء بما ينظمها ، فأهداف ووظائف النظام النقدي والمصرفي الإسلامي ، لا تختلف عن مثيلاتها في النظام الرأسمالي. صحيح أن هناك تشابهاً ظاهرياً ، لكن هناك في الحقيقة اختلاف كبير بينهما نتيجة الاختلاف في مدى التزام كلٍ من النظامين بالقيم الروحية والعدالة الاقتصادية الاجتماعية والأخوة الإنسانية . بالإضافة إلى كون النقود وسيلة لأداء بعض الطاعات ، والقيام بحقوق الله من زكاة وصدقات . والأهداف الأساسية التي يهدف لها النظام النقدي الإسلامي هي ، تحقيق الرفاهة الاقتصادية العامة وتحقيق عدالة اقتصادية اجتماعية ، وتوزيع عادل للدخل والثروة ، واستقرار قيمة النقود. فالإسلام يؤكد على الأمانة والعدل في كل المقاييس ، ومنها مقاييس القيمة : يقول سبحانه: ((وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ )) .
| |
|